موقف ونصيحة (السرقة عند الأطفال)

دخل أحد الإخوة مع صديق له إلى أحد المقاهي وجلسا على كرسيين متقابلين بجهة الباب وهو يحكي هذا الموقف فقال : بينما كنت أشرب الشاي رأيت بجانب الباب قدراً متوسط الحجم فيه عدد من البيض المسلوق , وفجأة لمحت طفلاً في السادسة أو السابعة من عمره واقف بجانب القدر التفت يمنة ويسرة ثم مد يده ليأخذ إحدى البيض ولكنه رآني انظر إليه فخرج ولم يأخذ من البيض شيئاً ولم ينتبه له أحد حتى صاحبي الذي بجانبي لأنه كان يتكلم مع شخص آخر كان بجواره ، فقلت في نفسي سيرجع الفل مرة أخرى لا محالة ، وبعد فترة قصيرة دخل وقام بنفس العمل والحركة السابقة فلما رآني أراقبه خرج من المقهى مرة أخرى ولم يأخذ أي شيء ، فلبث برهة من الزمن ثم عاد ودخل المقهى ، وفي هذه المرة أوهمت الطفل بأني لم أنتبه له ،فكنت أتكلم مع صاحبي وأدور بعيني إليه ، وإذا به وبسرعة خاطفة أدخل يده في القدر وأخذ فريسته البيضاء وانطلق مسرعاً لا يلوي على شيء فخرجت إلى الشارع لأتابعه وأنظر إلى أين سيذهب بفريسته تلك فإذا به يبتعد عن المقهى عشرات الأمتار وبدأ في القضاء عليها فقشرها ثم التهما بسرور وسعادة لنجاحه بعد أن كان قد وصل إلى مرحلة اليأس ثم مضى . ومن خلال هذا الموقف أترك لكم التعليق عليه سواء على الطفل أو على من كان يراقبه ولي نصيحة للآباء والأمهات فأقول لهم : اتقوا الله في أبنائكم فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ستحاسبون على أبنائكم واستشعروا أنكم تعدون الجيل الذي انتظاره الجيل الذي سيرفع أعلام النصر الزاهية ويعيد لأمة الإسلام عزتها وكرامتها .

إن صميم المشكلة هو تغافل الآباء عن دورهم الحقيقي في التربية والمسئولية عن الأبناء فلا تحصروها على التربية الجسدية فقط ويغفلون عن تربية الروح وتنقية النفس من شوائبها . وكلمة أخيرة وهي أن البعض يقلل من خطر هذه السلوكيات فمعظم علماء التربية يعتبرون الأطفال من سن ( 4 ـ 6 ) سنوات غير مميزين بين ممتلكاتهم وممتلكات الآخرين إلا أننا نقول : إن الطفل بحسب ما يعود وينشأ فإذا لم يغرس فيه معاني الأمانة في الصغر فلن تظهر آثارها في الكبر إلا ما ندر فلنربي أبنائنا التربية الإسلامية القائمة على منهج الله ولنجعل أسوتنا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم المربي الأول فقد قال لابن عباس : ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ... ) وقال لآخر أكل بشماله : ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) .

» الأطفال والعمل